
أميرة تأكل الورق عندما تعرضت أميرة فى طفولتها إلى مرض عرض حياتها للخطر، لم أجد سوى الكتابة للتعبير عن لوعتى وألمى، كتبت من أجلها ، وأهديتها مجموعتى القصصية الثانية ( للروح غناها ) .فى أمسيات الألم ، كنت أقرأ قصصى على ابنة السادسة طريحة الفراش ، ربما كانت لاتعى كثيرا مما اقرأ ، ولكنها كانت تحب أن أقرأ لها بالذات ( للروح غناها ) وتطالبنى أن أبدأ من أول الإهداء .وبمجرد أن تسمعنى أقول : " إلى أميرة ..التى طالت رف المذياع " ، كانت تبتسم ، ويشع وجهها بالحياة ونتوحد معا فى لحظة انعتاق مؤقت من ترانيم الألم .وهكذا تحولت جلسات القراءة على سرير أميرة إلى جلسات علاج لى ولها .الآن .. أميرة أصبحت عروساً جميلة ، ولكن المدهش أن الكتابة قد سكنتها ، أميرة الآن تكتب القصة وتعشق الكتابة . *** الكتابة إذن ليست مجرد وسيلة للتعبير ، إنها طاقة سحرية تمنحنا الحياة ، طاقة لها قوة الفعل .الآن .. وبعد طول معاشرة للكتابة ، لم يعد من حقى السؤال عن جدوى الكتابة ، لأنه كلما نظرت ورائى بغضب أو بفرح ، لا أجد سوى الكتابة تشاركنى فعل الحياة ، كانت الكتابة قائمة فى حياتى منذ وعيى بذاتى ، فى طفولتى وشبابى ،...