المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٠٨
صورة
أميرة تأكل الورق عندما تعرضت أميرة فى طفولتها إلى مرض عرض حياتها للخطر، لم أجد سوى الكتابة للتعبير عن لوعتى وألمى، كتبت من أجلها ، وأهديتها مجموعتى القصصية الثانية ( للروح غناها ) .فى أمسيات الألم ، كنت أقرأ قصصى على ابنة السادسة طريحة الفراش ، ربما كانت لاتعى كثيرا مما اقرأ ، ولكنها كانت تحب أن أقرأ لها بالذات ( للروح غناها ) وتطالبنى أن أبدأ من أول الإهداء .وبمجرد أن تسمعنى أقول : " إلى أميرة ..التى طالت رف المذياع " ، كانت تبتسم ، ويشع وجهها بالحياة ونتوحد معا فى لحظة انعتاق مؤقت من ترانيم الألم .وهكذا تحولت جلسات القراءة على سرير أميرة إلى جلسات علاج لى ولها .الآن .. أميرة أصبحت عروساً جميلة ، ولكن المدهش أن الكتابة قد سكنتها ، أميرة الآن تكتب القصة وتعشق الكتابة . *** الكتابة إذن ليست مجرد وسيلة للتعبير ، إنها طاقة سحرية تمنحنا الحياة ، طاقة لها قوة الفعل .الآن .. وبعد طول معاشرة للكتابة ، لم يعد من حقى السؤال عن جدوى الكتابة ، لأنه كلما نظرت ورائى بغضب أو بفرح ، لا أجد سوى الكتابة تشاركنى فعل الحياة ، كانت الكتابة قائمة فى حياتى منذ وعيى بذاتى ، فى طفولتى وشبابى ،

حال النقد فى مصر ( حوار )

صورة
أنا أنهيت مقولة : ( الناقد هو مبدع فاشل ) .. أظن أن النقد فى مصر الآن يعيش لحظة انتقال وتجديد ، وأظنها ستطول قليلاً لأنها ليست نقلة تقليدية من جيل يسلم فيها الراية لجيل آخر ، بل نقلة نوعية . هناك جيل قديم من النقاد مازال يعمل بنفس تقاليده التى تتراوح بين النزعة الأيديولوجية والذهنية الأكاديمية أو تجمع بينها فى أحسن الأحوال ، يطرحون على النص الأدبي أسئلة ذات مرجعيات سياسية من قبيل ، ما الأدب ، الدور الاجتماعي له ، علاقة الأدب بالأيديولوجيا ، الأدب بين الحرية والالتزام ، وهى كلها أسئلة ارتبطت بفلسفة الحداثة ، ولكننا الآن نعيش عصرا مختلفا . هناك عدد من النقاد الشباب أكثر استيعاباً للمتغير الثقافي الذى اجتاح العالم فى ربع القرن الأخير ، نتيجة لتطور وسائط الاتصال وسهولة نقل وتبادل المعلومات والمعارف ، كما أننا تعيش الآن عصر الصورة ، التى سوف تنتج لغتها و جمالياتها المختلفة عن الكتابة ، وستغير كثيراً من المفاهيم عن النص والقراءة ، ومن ثم مفهوم الإبداع نفسه الذى يتحول من الاستاطيقا التقليدية إلى نوع من المهارات التقنية والتى سوف تنتج بدورها فنوناً جديدة عبر برامج الجرافيك وتقنيا
صورة
مقهي المثقفين ( محاكاة ساخرة ) وردت "مقهي المثقفين" في نص فوق الحياة قليلاً عدة مرات ، يمكن لناقد إحصائي الاستفادة من عدها ، مع أنها لا تعني أي شئ سوي مجرد "مقهي المثقفين" ، وربما لأننا كنا نسعي وراء شاعرنا الذي يهيم في الأفق الشعري وراء القصيدة، ولم يكن ثمة تعين ، أو استحضار للمكان علي نحو يفضله رسام واقعي ، غير أن مقهي المثقفين ليست مجرد اسم يطلق علي مكان ما ، ففي مقاهي المثقفين ينحفر تاريخ الحركات الأدبية في العصر الحديث ، وتتولد النظريات التي تغير مسارات العالم ، ويرسم كل فترة قاص أو شاعر ثم يمنح صك الاعتراف. هذا يحدث في كل بلدان العالم. وفي باريس التي كانت عاصمة النور ثم انقطع عنها التيار الكهربائي فجأة ، يحفظ لنا التاريخ عدداً من مقاهي المثقفين ، ونكاد نعرف جميعاً أسماء روادها المشاهير ، من الذين حملوا علي أكتافهم – برغم قصص البؤس التي غلفت حياتهم – أمانة تسطير تاريخ العالم الحديث بحروف من نور ، ومن كل بلدان العالم هاجر إليهم أدباء وفنانون أقل سطوعاً ، ربما لأنهم أقل بؤساً وشقاءً – غير أنهم طاروا كفراشات دقيقة تلبد في أماكن مأمونة وقريبة من مراك

كان محتاجا لمن يسكب قهوته

صورة
تذكرون هدي كمال ، التي تركناها جالسة أمام ثلاجة مفتوحة، وضوء خفيف وحده ينسال بارداً علي جسدها العاري، ويشكل ظلال النهدين والفخدين. هدي كمال هذه عشقت فراء ثعلب، ووقفت طويلاً أمام شواء الشاورمة، تستمتع بمشهد النار البنفسجية، وكتلة اللحم المخروطية تنز عصيرها علي صينية مستديرة، تلك الرائحة تشعرها بالجوع. تأمل الصورة التي التقطها المصور الهندي في الخليج . جعلها في جانب الصورة تخطو علي مساحة رمال ناعمة وممتدة، وفي الخلف مياه الخليج في صفاء نادر ولقاء عبقري مع خط الأفق اللازوردي، كان الهواء يطير تنورتها المشجرة للخلف، ويرتفع بها قليلاً فوق ركبتيها، ويطير شعرها الأسود فيغطى وجهها، كانت تلتفت بجيد طويل، وتبتسم. قالت إن المصور الهندي طلب منها أن تبتسم .وقال إن الابتسامة تحفف كثيراً من نظرتها الحزينة، وهي لم تبتسم في أول الأمر، فقط لما ابتسم المصور الهندي ابتسامة مهنية وقال ... ألا تعرفين الابتسام ياسيدتي ... هكذا ، وابتسم فابتسمت ، وبسرعة سجل الابتسامة قبل أن تكتمل أو حتي قبل أن تختفي نظرة الحزن من عينيها. قال : تشبهين غزالاً تخلص للتو من مطارديه ، وأنتظر رداً انفعالياً بشئ من الحدس ، ظلت ط
صورة

تداعيات تروح

تداعيــات .. تروح مهداة إلى سعيد نوح .. بريق : هذا مساء يحط كابياً ، وشمس تلم بريقها المراق ، بنظرة مذابة على البيوت نظارة ذهبية . تتسكع حول عربة تين الشوك الفارغة ، تخر ماءها على الرصيف ، والرجل ضجر هكذا ، بذقن ممنوحة للشيب ، ينفض الشوك عن يده بملقط صغير . نظارة ذهبية . ترصد اللافتات حتى تضئ ، تدور حول كومات جرائد المرتجع ، وتلمح ... أسفل الكوبرى ساقين ... وبول نظارة ذهبية ... وعدستان فوتوجراى ، تمنحانه شفافية داكنة ، تبصر الأشياء وهى تروح . بيت : معلقة سكر واحدة كوبان فى اليوم على الاكثر لا حـــلوى على الاطـــلاق ـ جرائد الصباح مكرورة حساء الخضار على الغذاء وقطعة لحم بارد هذا يسمى سوتيه قالت بلا اهتمام .. هذا كوبك الثانى هكذا ... ذكرته الخادمة الشابة، تلك التى يضايقه منها ،عدم اعتنائها بالكتب ، وتحفظها الشديد .. حين تنحنى لتمسح البلاط . ثم أنها .. تسرع فى الذهاب ، قبل أن يبدا المسلسل التليفزيونى الذى يتابعه . علاقة : هذا ..آخر الذين خرجوا من الحانة ، آخركرنفلات البول والقئ الليلى وهذا .. بائع سجق يغفو فى وسن الضوء الشحيح، قرر أن يترك الموقد .. ليدفئ صدره .. ويوش ..يوش. يسعل .. كلما